هل القدم السكري تختلف في العالم العربي؟



*نعم، هناك اختلاف كبير بين نسبة حدوث القدم السكري في العالم العربي والغرب، وذلك لعدة أسباب، أهمها :
1-
المناخ والحذاء

حيث نجد أن
المناخ في العالم العربي يكون حارًا وجافًا على مدار السنة في معظم المناطق، لذلك فإن (الصندل) هو الحذاء الرسمي باختلاف أنواعه ولجميع الطبقات، ولكن المشكلة في (الصندل) أنه لا يحمي من الإصابات أو من الحرارة أو الجفاف .
وكما ذكرنا سابقًا،
فإن السكري يسبب جفاف وتشققات في الجلد، مما يجعل القدمين معرضتين للالتهابات
.
وأيضًا قد يكون (الصندل) مكونًا من فاصل بين الإصبع الأول والثاني
للقدم، وهذا الفاصل يتسبب في احتكاك ومن ثم تقرحات عندما يكون الجلد معرضًا لذلك، والمصاب بالسكري لا يشعر بهذا الاحتكاك والالتهابات إلا في مرحلة متأخرة
.
2-
العادات

المشي حافي القدمين عادة منتشرة في كثير من أرجاء العالم العربي،
وقد تكون هذه العادة قليلة، ولكنها مازالت موجودة، ويجب حماية القدمين عندما يكون المصاب في البيت أو ساحة المنزل .
3-
قص الأظافر

قد يكون من أكثر
الأسباب إصابة للقدم السكري، إذ كثيرًا ما نرى التهابات متقدمة أدت إلى البتر كانت بدايتها إصابة بسبب قص الأظافر بطريقة خاطئة .
إن المصاب بالسكري يصاب مع الوقت
بضعف النظر، وهذا - مع الطريقة الخاطئة لقص الأظافر - يؤدي إلى جرح في أصابع القدم عند الأظافر، ثم حدوث التهابات
.
4-
التعليم

تنتشر نسبة الأمية في
العالم العربي أكثر منها في الغرب، وهذا يؤدي إلى عدم الوعي بكيفية العناية بالقدمين وتجنب القدم السكري .
5-
الإعلام

على الرغم من زيادة نسبة
البرامج الطبية التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة في عالمنا العربي، إلا أنها مازالت أقل كثيراً عما هي عليه في الغرب .
6-
الطب الشعبي

من أهم
المشاكل التي تواجهنا مشكلة (الكي)، حيث يوجد في الطب النبوي أنه جعل الكي آخر العلاج، ولكن مع الأسف فإن بعض المرضى في مجتمعنا يجعلون من الكي أول وسيلة للعلاج، ولكل الأمراض؛ ويؤدي ذلك إلى تفاقم حالة القدم السكري، فكثيرًا ما نرى التهابات متقدمة زادت سوءاً بعد الكي .
7-
الحجامة

تُعدُّ الحجامة من الطب
النبوي، ولها استطباباتها الخاصة، ولكن طريقة الحجامة المنتشرة في الوقت الحاضر لا تخلو من العيوب، وخصوصًا فيما يتعلق بطرق التعقيم، مما يتسبب بعض الأحيان في انتقال الأمراض المعدية .
8-
الأدوية الشعبية

تلجأ نسبة كبيرة من المصابين
بالسكري - عندما يصابون بالتهاب القدم- إلى العطارين أو الأطباء الشعبيين، ويبدؤون باستخدام هذه الأدوية - التي يكون معظمها غير معقم وغير معروف المكونات - وفي أغلب الأحيان تتسبب هذه الأدوية في زيادة الالتهابات وتأخير طلب العلاج من الأطباء المختصين .
9-
الخوف من الجراحة

من الأسباب الرئيسة لعدم طلب العلاج من
الأطباء المختصين، هو خوف المريض من الجراحة أو البتر .
10-
المجتمع
والإشاعات

ويعدّ هذا السبب من أهم الأسباب لانتشار القدم السكري ومضاعفاته
في مجتمعنا، فعندما يصاب المريض بالقدم السكري، وعندما يحدث الجرح، يذهب إلى الصيدلية لشراء مطهر أو مضاد، أو قد يستعمل بعض العلاج التقليدي؛ وفجأة - وخلال عدة أيام - يجد أن الجرح قد كبر وانتشر وبدا شكل القدم غير مريح، عندها فقط يذهب المريض إلى المستشفى، ولكن بعد فوات الأوان، فمعظم حالات القدم السكري التي تستقبلها المستشفيات تكون في حالة متقدمة، بحيث تكون مصدر خطر على الحياة بسبب الالتهابات والغرغرينا، التي قد تؤدي إلى الموت إذا انتشرت في الجسم، ولهذا يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى بتر القدم. وربما يكون الالتهاب شديدًا، بحيث يجب على المريض أن يمكث في المستشفي مدة طويلة في انتظار التحكم في الالتهاب ثم التحام الجرح، وقد يتخلل ذلك بتر بعض الأصابع أو جزء من القدم .
هل تنتهي المشاكل عند هذا الحد، أم أن
المريض يحتاج إلى المزيد من الرعاية والملاحظة؟

*
عندما يكون هناك بتر للقدم أو
الساق، فلن ينتهي الأمر عند ذلك، ولكن سيحتاج المريض إلى وقت طويل ومجهود كبير لإعادة تأهيله نفسيًا واجتماعيًا وجسميًا، كي يعود إلى مزاولة حياته الاعتيادية وقضاء حاجاته بنفسه، وهذا النوع من التأهيل يحتاج إلى جهد كبير من جميع التخصصات التي تعالج المريض .


آخر تحديث
2/13/2011 6:10:22 AM