الكرز و السكري
|
يتوقع
العلماء أن تصبح فاكهة الكرز، واحداً من وسائل علاج الداء السكري. فالمادة
السكرية، وأنواع الكعك المصنوعة من تلك الفاكهة، تحتوي على مواد كيماوية
يمكن أن تحرض على إفراز الأنسولين الذي يساعد في السيطرة على مستوى السكر
في الدم. وحسب
رأي العلماء فإن تلك الكيماويات تدعى أنتوسيانين، تتواجد بصورة طبيعية في
الكرز، وهي التي تمنحه ذاك اللون الأحمر اللامع، إضافة لعدد آخر من
الخضراوات والفواكه والورود الحمراء. ويتواجد الانتوسيانين أيضاً في العنب
الأحمر، الفريز أو الفراولة والخضار والخل والشاي.. ولكن يبقى النوع
الأقوى تأثيراً منه على الأنسولين، هو ذاك الموجود في الكرز تحديداً.
وحسب
دراسة نشرت في عدد يناير / كانون الثاني من مجلة Journal of Agricultural
and Food Chemistry ، فإن الفواكه التي تحوي على تلك المواد الكيماوية،
يمكن أن تلعب دوراً في خفض نسبة حدوث الأمراض القلبية. وهذا ينطبق على
مرضى السكري، حسب ما أكد الباحثون في جامعة ميتشيغان، الذين عمدوا إلى عزل
مجموعة من الانتوسيانين من فاكهة الكرز، واختبارها على خلايا بنكرياسية
مفرزة للأنسولين، عزلت من أحد القوراض. وكانت النتيجة أن ارتفع مستوى
إفراز الأنسولين في تلك الخلايا بمعدل 50 بالمائة عندما تم تطبيق
الانتوسيانين عليها. كما
لوحظ في إحدى الحالات وصول إفراز الأنسولين إلى الضعف تقريبا، مع تطبيق
النوع الأكثر فعالية من الانتوسيانين. ومما لا شك فيه أن هذا يشكل نقطة
مهمة لمساعدة مرضى السكري، ولكن مازال الأمر يتطلب مزيداً من التجارب على
الحيوان والإنسان، كي يتم التصريح والسماح بإدراجه في قائمة العلاجات
الناجحة لهذا الداء الذي أصبح ينتشر بكثرة عند مختلف الأعمار والأجناس. ومن
يدري لربما يصبح الانتوسيانين مستقبلا، حجر الأساس في العلاج الجديد لداء
السكري. وحتى ذلك الحين لا يمكن الاعتماد على الكرز وحده في السيطرة على
مشاكل الأنسولين. وطالما أنه ليس للانتوسيانين أي تأثير سمي على جسم
الإنسان، فليس هناك ضرر من تناول الكرز كجزء من حمية غذائية صحية سليمة. المشي علاج فعال للسكري بيَّنت
دراسة حديثة أجريت على المتنزهين والمتسلقين في جبال الألب، أن للأشكال
المتنوعة في الرياضة تأثيرات مختلفة على الدهون في الجسم، وعلى السكر في
الدم، وأن للسير نزولا فوائد أخرى إضافية لا يتوصل إليها الجسد من خلال
المشي صعوداً في مناطق جبلية. فإذا
كان المشي صعوداً متعباً وصعباً، فلا تزال فرصة الاستفادة من المشي نزولا
متوفرة، وهي الأسهل، فالدراسة التي بينت أن المشي صعوداً ساعد على التخلص
من الدهون بسرعة، وجدت أن النزول من أعلى أدى إلى خفض السكر في الدم بشكل
ملحوظ، في حين ساهم المشي، صعوداً أو نزولاً في خفض نسبة الكولسترول في
الدم. أجرى
الدراسة الدكتور هاينز دريكسل، وهو طبيب يعمل في مستشفى فيلدريخ النمساوي،
وتأتي أهميتها والجديد فيها من كون المشاركين فيها هم من هواة المشي في
الجبال ومناطق التزلج. وكشف الطبيب النمساوي عن نتائج دراسته في خلال
مؤتمر طبي نظمه تجمع أطباء القلب في نيو اورليانز، وتؤكد الدراسة على
فوائد المشي في كل الأحوال، صعوداً كان أم نزولاً، إلا أن مرضى السكري
مثلا يستفيدون أكثر من ممارسة المشي نزولاً لا صعوداً. ويقول
الدكتور جيرالد فلتشر، طبيب الأمراض القلبية بمستشفى مايو، في جاكسونفيل،
إنه يمكن تطبيق هذه الدراسة في الحياة اليومية، فمرضى السكري الذين يعملون
في مكاتب موجودة في مباني عالية مثلاً، يمكنهم استقلال المصعد صعوداً،
والدرج نزولا. واختبر
دريكسل التمارين على 45 شخصا أصحاء ولا يمارسون التمارين إلا نادرا. كانوا
يصعدون التلال ثلاث مرات في الأسبوع وعلى مدى شهرين، وينزلون بعربة
المتزلجين. ثم عاود الاختبار نفسه ولكن بالطريقة المعاكسة، حيث كانوا
يصعدون بالعربة وينزلون سيرا على القدمين. وفوجئ الطبيب بأن السير نزولا
أدى إلى التخلص من السكر في الدم وحسن قدرة الجسد على تحمل تأثيرات
الغلوكوز بشكل كبير. وقد تكون نتائج هذه الدراسة خبراً ساراً للمصابين
بمرض السكري، لسهولتها وخصوصاً أن الطبيب يؤكد نتائجها ويضمنها. ويؤكد
خبراء التغذية أن تناول فاكهة الكرز يعمل على تقوية الذاكرة، كما يمنع
حدوث بعض أنواع السرطانات، ويحافظ على صحة القلب. ويشار إلى أن ثمار الكرز
غنية بمركبات كيميائية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم، ويحتوي على مواد
أخرى تحسّن صحة القلب وتقلل من نشوء السرطان وتخفف من الآم المفاصل.
|
آخر تحديث
2/11/2011 4:55:16 AM
|
|
|