تعتبر مشكلة القدم السكرية واحدة من أهم المشاكل الصحية نتيجة الإصابة بمرض السكر نظراً لتفشي الإصابة بمرض السكر بين السعوديين خاصة ، حيث تتزايد أعداد المصابين بمرض السكر سنوياً وبصورة متنامية ، فطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية وبعض الدراسات يمكن القول بأن واحداً من كل 5 سعوديين يعد مريضاً بالسكر، وتزداد نسب الإصابة لتناهز 1 من 3 مع تقدم العمر.
ونظرا لقلة الوعي لدى كثير من المرضى بأهمية التحكم في مستويات السكر في الدم لديهم، فقد تزايدت نسب حدوث المضاعفات طويلة المدى لمرضى السكر، و يأتي في مقدمة ذلك نسب الإصابة بحدوث مضاعفات القدم السكرية .
وتكمن خطورة مشكلة القدم السكرية على مرضى السكر فيما قد يترتب عليها من إعاقة للمريض، حيث يتعرض 6 من كل 1000 مريض بالسكر لتهديد مستقبلي بفقد الطرف، أو عند حدوث قرحة مزمنة تستلزم عقاقير و مضادات قد تضر بكلى المريض التي تعاني في الغالب من مضاعفات مرض السكر أو ما قد يرافق ذلك من تصلب شرايين الأطراف وشرايين بقية الأوعية الدموية المغذية للقلب أو الدماغ، إضافة إلى حدوث تشوهات في القدمين تساهم في تكرر حدوث القروح و تعطل التئام الجروح .
ولا تقتصر المشكلة على البعد الصحي بل تمتد مشكلة القدم السكرية لتشمل أبعاداً اجتماعية و نفسية واقتصادية تضاف إلى ما يعانيه المريض من مشاكل صحية، ويأتي في مقدمة ذلك فقد المريض لوظيفته أو تأثر أدائه فيها، ومعاناته من مشاكل نفسية قد تؤثر على حياته الزوجية وعلاقته بأفراد أسرته ومجتمعه، إضافة إلى ما يشكله الإنفاق المالي على علاج ومتابعة وتأهيل حالات القدم السكرية من أعباء باهظة ترهق ميزانية الصحة للدول التي يتفشى فيها مرض السكر.
ومما يعقد من علاج حالات القدم السكرية كون المشكلة الصحية المسببة له – نقصد مرض السكر- مشكلة عامة متعددة الأسباب والمضاعفات وتؤثر على جميع أجهزة الجسم الحيوية تقريباً، مما ينعكس أثره على تشكيلة الفريق الطبي الذي يشارك عادة في تشخيص ومتابعة وتوعية وعلاج هذه الحالات، الأمر الذي يجعل من تأهيل وتدريب وتوعية كافة أفراد الفريق الطبي مطلباً للجهات المشرفة على الصحة، ويحتم وضع مقاربة ( أو بروتوكول ) واضحة وشاملة للتعامل مع هذه الحالات لإعطاء المريض أفضل خطة علاجية تستند إلى الدليل العلمي والأبحاث الموثوقة، بعيداً عن الممارسات الخاطئة والتي يأتي في مقدمتها الاجتهادات الطبية الخاطئة واستخدام بعض العقاقير والأعشاب الطبية دون استشارة الطبيب المختص، وتدعو إلى العمل على كافة المحاور المتعلقة بالمشكلة وإلى التعاون بين المشاركين في تثقيف وعلاج مرضى القدم السكرية.
وتأمل فرق البحث لكرسي محمد بن حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية أن تساهم الأبحاث العلمية التي ستجريها في السنوات القادمة للتوصل إلى فهم أعمق لهذه المشكلة الصحية المعقدة، وأن تساهم نتائج تلك الدراسات في الحد من هذه المشكلة ومن مضاعفاتها بمشيئة الله، وأن تساهم الأبحاث في إثراء أدبيات البحث العلمي حول هذه القضية، كما يأمل الباحثون والمتعانون معهم في تحقيق إسهامات علمية مبتكرة وفريدة من نوعها في طرق الوقاية والتشخيص والتثقيف والعلاج لقرحة القدم السكرية ومضاعفاتها.
|